قال خالد بن محمد الخضير، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لـ“الشركة الوطنية للتربية والتعليم”، إن إحدى استراتيجيات الشركة للنمو على المدى القصير تتمثل في عمليات الاستحواذ بقطاع المدارس الأهلية، إضافة إلى مضي الشركة قدماً في بناء المجمعات التعليمية تحت الإنشاء والتي سيتم تمويلها من خلال متحصلات الطرح.
وأضاف الخضير، في مقابلة مع “أرقام”، أن سوق التعليم بالمملكة يعد سوقا واعدا جداً، وطرح الشركة للاكتتاب سيفتح لها آفاقا أوسع لدعم القطاع والتوسع فيه عبر عدة محاور من العملية التعليمية كإنشاء المجمعات التعليمية وتشغيلها وتقديم عديد من الخدمات التعليمية التي ستسهم في تحقيق مستهدفات رؤية الوطن 2030 في شأن التعليم الأهلي.
وعن تأثير مغادرة الأجانب على الشركة، أكد أن نسبة الطلاب الأجانب لدى مدارس الشركة ضئيلة ولا تؤثر إطلاقا على نمو الأعداد مستقبلا، حيث تبلغ 1.5% من إجمالي عدد الطلاب بمدارس الشركة.
وإلى نص الحوار:
* هل يمكنكم أن تحدثونا عن أبرز التطورات التي مرت بها الشركة الوطنية للتربية والتعليم منذ نشأتها؟
– الشركة الوطنية للتربية والتعليم تتمثل حالياً في مدارس التربية النموذجية والتي تأسست منذ ستين عاماً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير في عام 1958م، كأول مدرسة في مدينة الرياض لتعليم البنات قبل تأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات بسنتين. وتميزت المدارس منذ ذلك التاريخ بالتطوير للخدمات التعليمية المقدمة لطلابها من خلال مدارس التربية النموذجية (مجمع حي الريان) والذي يعد أول مجمع لها، حتى أصبحت شركة مساهمة مغلقة في عام 2002م وبدء التخطيط للتوسع من خلال مشاريع ومجمعات تعليمية. تلخصت توسعات الشركة من خلال إنشاء وافتتاح مدارس التربية النموذجية (مجمع حي الروابي) في عام 2009م، واستمرت عملية النمو في إنشاء وافتتاح مدارس التربية النموذجية (مجمع حي النزهة) في عام 2013م، ثم إنشاء وافتتاح مدارس التربية النموذجية (مجمع حي قرطبة) في عام 2017م، حيث وصلت الطاقة الاستيعابية لما يزيد على 17 ألف طالب وطالبة وبنسبة إشغال تقدر بنحو 77%.
* لماذا قررت الشركة طرح أسهمها للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودي، وفي هذا الوقت تحديداً؟
– القرار عبارة عن تطور طبيعي للمنشآت الخاصة في هذا الوطن، حيث تدرجت الشركة الوطنية للتربية والتعليم ضمن مراحل هذا التطور من خلال البدء كشركة عائلية، إلى أن انتقلت للمرحلة الخاصة بشركة مساهمة مقفلة. ومن التطور الطبيعي كما ذكرت أن تنتقل لمرحلة طرحها للسوق العام كشركة مساهمة عامة. أما عن توقيت الطرح العام في هذا الوقت فذلك تزامناً مع خطط المملكة العربية السعودية وبرامج خصخصة التعليم من خلال (رؤية 2030)، بالإضافة لكون سوق التعليم بالمملكة يعد سوقا واعدا جداً وتواجدنا فيه كأول شركة تعليمية تدرج في السوق طرحاً عاماً سيفتح لنا آفاقا أوسع لدعم هذا القطاع والتوسع فيه عبر عدة محاور من العملية التعليمية كإنشاء المجمعات التعليمية وتشغيلها وتقديم الخدمات التعليمية وغيرها.
* تحدثت عن أن سوق التعليم بالمملكة يعتبر سوقا واعدا؛ هل ممكن أن تحدثنا عن أوجه النمو لهذا القطاع؟
– سوق التعليم يعتبر من الأسواق الدفاعية، فمن الطبيعي بأن يعتبر سوقا واعدا، ويشهد مراحل نمو كبيرة. فالتطور لنمو هذا القطاع ملاحظ من خلال عدد الطلاب والطالبات في الستة سنوات الماضية في التعليم الأهلي العام، حيث كان عدد طلاب التعليم العام الأهلي لا يتجاوز 550 ألف طالب وطالبة في عام 2011م، وتضاعف هذا العدد ليتجاوز مليون طالب وطالبة في التعليم العام الأهلي في عام 2018م من إجمالي 6 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام الحكومي والأهلي. كما نستشعر النمو المستمر في الفترة القادمة لرغبة الأهالي الاستثمار بشكل أكبر في تعليم أبنائهم وأهمية الخدمات التعليمية المقدمة لهم.
* في ظل مغادرة عدد من العائلات غير السعودية للمملكة بسبب الرسوم المفروضة، ألا يشكل ذلك تحدياً ويقلل من أعداد الطلاب خصوصاً في مدارس الشركة الوطنية للتربية والتعليم؟
– نسبة ما يمثله الطلاب والطالبات غير السعوديين في مدارس التربية النموذجية لا يتجاوز (1.5%)، حيث إن الطلاب والطالبات السعوديين يمثلون نسبة (98.5%) من إجمالي عدد طلاب وطالبات مدارس الشركة وذلك يعتبر جانبا مميزا في الشركة الوطنية للتربية والتعليم ولا يؤثر إطلاقاً على نمو الأعداد مستقبلاً.
* سيتم طرح 13 مليون سهم للاكتتاب العام ما يمثل 30% من رأسمال الشركة بعد عملية الاكتتاب. كيف سيتم استخدام حصيلة الطرح؟
– حصيلة الطرح وموارد الشركة ستدعم تنفيذ خمسة مشاريع جديدة لمجمعات تعليمية يتم العمل عليها حالياً. حيث تتوزع تلك المجمعات على منطقة الرياض ومنطقة القصيم والمنطقة الشرقية، وشرعت الشركة الوطنية بعملية الإنشاءات في ثلاثة من تلك المجمعات الخمسة، حيث ستصل الطاقة الاستيعابية لمجمعات الشركة الوطنية للتربية والتعليم بعد افتتاح المجمعات لما يقارب 35 ألف طالب وطالبة في عام 2021م، وعادةً يتم إشغال الطاقة الاستيعابية لكل مجمع خلال فترة خمس إلى سبع سنوات.
* تتمحور خطة التوسع المستقبلية من خلال استخدام متحصلات الطرح على المدى المتوسط، ماذا عن الخطط التوسعية قصيرة المدى لنمو الشركة الوطنية للتربية والتعليم خلال العام القادم؟
– بطبيعة الحال، هنالك فرصة كبيرة للنمو في المجمعات التعليمية الحالية، ولا سيما أننا افتتحنا مجمعا تعليميا جديدا العام الماضي في حي قرطبة والذي يعتبر مميزاً في خدماته التعليمية من خلال منهجه النوعي، إضافة إلى ذلك فيعتبر إحدى استراتيجيات الشركة للنمو على المدى القصير هي عمليات الاستحواذ في قطاع المدارس الأهلية باستخدام أدوات الدين، حيث يعتبر معدل الدين لدى الشركة الوطنية منخفضا جداً، ما يتيح لها القدرة والاستطاعة على عمليات الاستحواذ. وتعتبر هذه إحدى أولويات الشركة في الفترة المقبلة بعد عملية الطرح.